تعد القيم الاجتماعية الضابط والمعيار الأساسي لسلوك الفرد والمجتمع ومصدر من مصادر نموه وتطوره، وهو ما يؤكد الحاجة إلى وجود منظومة مرشدة وموجهة لهم، وترتكز هذه القيم على تحصين المجتمع ضد أي متغيرات هدامة تحد من جاهزيتهم وفاعليتهم، وتعزيز وتنمية قدرات المجتمع بقيم بنّائه تتوافق مع الرؤى الوطنية وتسهم في بناء الاقتصاد الوطني.

ومن منطلق تعزيز القيم الفكرية والتنموية والإنسانية للمملكة صدر قرار مجلس الوزراء ( ٢٢٠ ) في تاريخ 1433/7/7هــ بالموافقة على تنظيم المركز الوطني للدراسات والبحوث الاجتماعية، وبموجب المادة الأولى من القرار السامي  فإن “المركز الوطني للدراسات والبحوث الاجتماعية ذو شخصية اعتبارية مستقلة، ويرتبط بوزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، ومقره مدينة الرياض”. ويسهم في تحصين القيم والمبادئ الصالحة التي ترتقي بالمجتمع وتعزيز الظواهر الاجتماعية الإيجابية الحديثة، وإيجاد حلول للسلبية منها، فالقيم والمبادئ اليوم تشهد تقدّم سريع ومتغيرات متلاحقة في مختلف جوانب الحياة الاجتماعية.

يقوم المركز برصد الظواهر التي تمس الشأن الاجتماعي والأسري ودراستها وتحليلها بأساليب متعددة ومتنوعة، وتقديم الحلول والتوصيات بشأنها، وتزويد الجهات الحكومية المعنية بنتائج علمية واضحة وإحصاءات ومخرجات يتم الاستفادة منها في وضع السياسات والخطط واتخاذ القرارات المتعلقة بأوجه التنمية الاجتماعية المختلفة للوصول إلى حلول مستدامة، ويسعى المركز بأن يكون له دور واضح في وضع المعايير وصياغة الاستراتيجيات التي تسهم في حماية جودة الحياة المجتمعية السعودية، وأن يواكب آخر التطورات على الصعيد الاجتماعي، وتحديد أفضل الطرق لقياس الظواهر الاجتماعية الحديثة و الاستجابة للتغيرات المستقبلية، إضافة إلى التعامل مع التحديات التي تواجه العاملين بهدف دعمهم وتدريبهم في الحقل الاجتماعي، وعقد ندوات علمية وإقامة مؤتمرات وورش عمل على المستوى المحلي والإقليمي، وبناء على ما سبق، يتطلّع المركز الوطني للدراسات والبحوث الاجتماعية أن يكون بيت خبرة، ومرصد الإحصاءات والدراسات المسحية والعلمية المتعلقة بالشأن الاجتماعي، وتقديم التوصيات القائمة على نهج المنظور الاستراتيجي، والتي تعمل على تعزيز النسيج الاجتماعي والأسري وتطوير السياسات والأنظمة المتعلقة به.